❗خاص❗
❗️sadawilaya❗
بقلم الكاتب اليمني /فتحي الذاري
تجسدت الثورات الشعبية العربية كحركات تسعى إلى التغيير والتقدم، لكن خلف كل شعارات الحرية والعدالة تكمن مآسٍ إنسانية عميقة. لقد كان هذا المسار مليئًا بالتحديات والمآسي، من اغتيالات للنشطاء إلى الفوضى وانعدام الأمن تتجسد الأبعاد المختلفة لمفهوم الثورة، مع التركيز على الأبعاد الإنسانية التي طغت على واقع الثورات العربية، مستعرضًا بعض الأحداث الرئيسية وتأثيرها على المجتمعات حيث تعتبر الثورة محركًا أساسيًا للتغيير السياسي في المجتمعات. يسعى الثوار إلى الإطاحة بالأنظمة القمعية وتحقيق العدالة. لكن التغييرات السياسية التي جاءت بعد الثورات لم تكن دائمًا متوافقة مع التطلعات الشعبية. في الكثير من الأحيان، تم استبدال نظم قمعية بأخرى أكثر قسوة، مع فقدان العديد من الأرواح في سياقات اغتيالات سياسية ودعاوى على الخيانة إن هيمنة القوى السياسية الجديدة التي غالبًا ما تكون متطرفة تجعل من الصعب البناء على القيم الديمقراطيةوعلى الجانب الاجتماعي تحمل الثورات بين طياتها آمالًا عظيمة في تحسين حقوق الأفراد وخاصة النساء والفئات المهمشة لكن في العديد من الحالات التي أدت الفوضى السياسية إلى انتكاسات خطيرة للحقوق الاجتماعية فقد شهدنا تدهورًا في ظروف العمل وتزايدًا في العنف الاجتماعي، مما أصبح يشكل عائقًا أمام تحقيق تطلعات المجتمعات نحو العدالة والمساواةوأما على المستوى الاقتصادي، فقد كانت الأزمات الاقتصادية من العوامل الرئيسية التي أدت إلى انطلاق الثورات. ولكن بعد ذلك، كانت النتائج في كثير من الأحيان أكثر سلبية مما كان متوقعًا. تفاقمت الأزمات بسبب الفوضى مما أسفر عن تدهور شديد في المعيشة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وبدلاً من أن تؤدي الثورات إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، وجدت المجتمعات نفسها غارقة في مشاكل اقتصادية معقدةوعلى الرغم من الأمل في تحقيق الحرية والديمقراطية فإن النتيجة المعقدة للثورات أدت إلى شعور متزايد بالفوضى والاستبداد. أصبح من الواضح أن الانتقال إلى الديمقراطية يحتاج إلى عملية طويلة ومعقدة مشوبة بالتحديات والصراعات الجديدةوتطرَّقت الثورات نحو التغيير الاجتماعي لكن الغالب عليها كانت الانتكاسات. تم قمع العديد من الحركات الاجتماعية، خاصة تلك التي تدعو إلى حقوق المرأة أو الفئات المهمشة، مما جعل هذه المطالب تتقلص في ظلال العنف السياسي ونجد فيما يتعلق بالاستقرار السياسي إن هذا المفهوم أصبح ملتبسًا في تلك الفترة. فقد أدت الثورات إلى فقدان الأمن وعدم استقرار الدولةمما أبرز الحاجة إلى إعادة التنسيق بين الأطراف المختلفة لإعادة بناء الثقة بين المجتمع والدولة.
وتظل الثورات العربية تجسيدًا لصراع متواصل بين الأمل والمأساة.
ثورة 21 سبتمبر 2014 في اليمن، على سبيل المثال، شكلت نقطة تحول في الصراع العربي، حيث أظهرت كيف يمكن للإيمان الوطني والديني تعزيز المقاومة وتأكيد الحقوق في تقرير المصير وتحقيق العدالة والحرية ورفض الوصاية والتبعية السياسية والاعتماد الذاتي لليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه ومع ذلك، فإن هناك تحديات كبيرة لا تزال تواجه هذه الثورة بما في ذلك التدخلات الخارجية والعدوان على اليمن واستمرارية الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب اليمني من عدوان دول التحالف السعودي الأمريكي ومرتزقتهم في اليمن والتحالفات الغربية الأمريكية على اليمن بهدف زعزعة الاستقرار.
من خلال دعم المقاومة الفلسطينية وإبراز أهمية الحقوق المشروعة، أكدت ثورة 21 سبتمبر على الحاجة الملحة لبناء مستقبل أفضل للمنطقةلكن الطريق نحو تحقيق هذا المستقبل لا يزال محفوفًا بالأزمات والتحديات ويحتاج إلى تضحيات حقيقية من الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية ووحدة المسار والمصير للمحور المقاوم من دول المنطقةوتمثل الثورات الشعبية العربية تجارب إنسانية معقدة مليئة بالأمل والخوف في آن واحد. بينما تستمر المجتمعات في السعي نحو التغيير، يُظهر التاريخ كيف أن هذه الحركات قد تحمل معها أبعادًا إنسانية صعبة تحتاج الثورات إلى دعم شعبي محلي مستمر ونظرة إيجابية نحو حقوق الإنسان لتحقيق الأهداف المنشودة في الحرية والعدالة والاستقراردون وصاية أو تدخلات خارجية وتبعية سياسية واقتصادية واجتماعية وإن الإصرار الجماهيري على التغيير هو الأساس الذي يتم بناء الأمل عليه مما يدعو جميع الأطراف المعنية إلى العمل معًا لبناء مستقبل مشرق للمنطقة.